Nov 16, 2024
✨ الرجوع إلى الله: طريق النور بعد الظلمة
يا من أثقلته الذنوب، وأتعبه طول الطريق، وأرهقته العثرات… اعلم أن باب الرحمن لا يُغلق، وأن نداءه دائمًا: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله…”.
مهما عظُمت ذنوبك، ومهما ابتعدت خطواتك، لا تيأس، فإن التوبة جسر من نور، تعبر به من ظلمة المعصية إلى رحابة الطاعة.
وما أجمل أن يبدأ العبد فجرًا جديدًا مع الله، قلبه خاشع، وعينه دامعة، ولسانه يلهج بـ: “اللهم تب علي، واغفر لي، واهدني إليك”.
إن الشيطان لا يريد لك التوبة، بل يهمس في أذنك أنك غير مستحق لرحمة الله.
لكنه كاذب.
فرحمة الله أوسع من كل معصية، وعفوه لا تحجبه الذنوب.
تأمل حال ذلك الرجل الذي قتل مئة نفس، ثم سأل: “هل لي من توبة؟”، فقيل له: “ومن يحول بينك وبين التوبة؟”، فانطلق يبحث عن الله، فمات في الطريق، فرحمه الله، وقبله.
فكيف بك أنت، وقد عرفت الطريق، وسمعت النداء، وأقبلت بقلب منكسر؟
قال رسول الله ﷺ: “لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته وقد أضلها في الأرض”.
🌱 خطوات عملية للرجوع إلى الله
1. التوبة الصادقة: توبة لا رجعة فيها، بدمعة صادقة، وندم حقيقي.
2. الاستغفار الدائم: قل “أستغفر الله” في ليلك ونهارك، فهي تمحو الذنب وتفتح لك أبواب الخير.
3. الصحبة الصالحة: ابتعد عن رفقاء السوء، وقرّب من قلبك من يذكّرك بالله.
4. قراءة القرآن: اجعل له وردًا يوميًا، فهو نور وهداية وطمأنينة.
5. الصلاة في وقتها: فهي عهد بينك وبين الله، من ضيّعها، ضيّع كل شيء.
يا عبد الله، إن لك ربًا كريمًا، لا يردّ من أقبل إليه، ولو بدمعة.
اقترب… فإن الحياة لا قيمة لها بدون رضى الله.
وابكِ… فإن دمعة من خشية الله أحب إليه من الدنيا وما فيها.
واطرق الباب… فالباب مفتوح، وربك يقول: “ومن يغفر الذنوب إلا الله”.